lunes, 24 de septiembre de 2012

قصيدة لهاشم الرفاعى: (رسالة فى ليلة التنفيذ)


أبتــــــاه مـــاذا قد يخطُّ بنـــــــــاني والحبلُ والجـــــــلادُ يــنتظـــــــراني
هــذا الكتــــابُ إلــــيكَ مِنْ زَنْــزانَةٍ مَقْرورَةٍ صَخْـرِيَّـــــــةِ الجُــــــــــدْرانِ
لَــمْ تـَبْقَ إلاَّ لــيلةٌ أحْــــيا بِـــهـا وأُحِـسُّ أنَّ ظــلامَـــــــها أكـــــــــفــاني
سَتــَمُـرُّ يـا أبـتــاهُ لــســتُ أشكُّ في هــذا وتَـحــمِـلُ بعـــدَها جُثمـــــــاني
الليــلُ مـِنْ حَــولــي هُــدوءٌ قــاتِلٌ والذكرياتُ تَـــمــورُ في وِجْـــــــــداني
وَيَــهُـــدُّني أَلــمي فــأنْشُدُ راحَـتي في بِــضْـعِ آيـــاتٍ مِــــنَ القُـــــــــرآنِ
والـنَّفـْسُ بيــنَ جـوانِحي شــفَّافةٌ دَبَّ الـــخُــشـوعُ بها فَــهَزَّ كَيــــــــاني
قَدْ عِشْـــتُ أُومِنُ بالإلــهِ ولـم أَذُقْ إلاَّ أخــيــراً لـــــذَّةَ الإيـــمــــــــــــــانِ
* * * *
شـكــراً لــهم ، أنا لا أريـد طعامهم فليرفعوه ، فلسـت بالـجـــوعــــــــان
هــذا الطعــام المُــُر ما صـنعته لي أمــي، ولا وضــعــوه فوق خـــوان ِ
كــلا، ولم يشــهـده يا أبــتي مـعي أخــوان لــي جــاءاه يســتبــــــــقــان
مَــدوا إلــــيّ بـه يـداً مــصـبوغـــة ً بدمي، وهــي غــايــة الإحــســـان
والـصَّمــتُ يــقطـعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ عَبَثَــتْ بِـهِــــنَّ أَصــابعُ الــسَّجَّــــــانِ
مــا بَــَيْــنَ آوِنـةٍ تــَمُرُّ وأخـتها يـرنو إلــيَّ بـــمقــلتـيْ شــيــطـــــــــــانِ
مِـنْ كُــوَّةٍ بِالبـــابِ يَرْقـُبُ صَيــْدَهُ وَيَــعُودُ فــي أَمْــنٍ إلــى الـــــــــدَّوَرَانِ
أَنا لا أُحِــسُّ بِــأيِّ حِــقْدٍ نَحْـــوَهُ ماذا جَنَى؟ فَتَمَــسُّــه أَضْغـــــــــــــانــي
هُوَ طيِّبُ الأخـلاقِ مـثلُـكَ يا أبــي لم يَبْدُ فــي ظَــمَــأٍ إلـــى الــعُـــــــدوانِ
لـــكـنَّـهُ إِنْ نـامَ عَـــنِّي لَحــظـةً ذاقَ العَيــالُ مَـــرارةَ الحِــرْمـــــــــــــــانِ
فـلَــرُبَّـما وهُــوَ المُــرَوِّعُ سحــنـةً لو كانَ مِثْلــي شاعــراً لَرَثــــــــــانــي
أوْ عــادَ-مَـنْ يدري؟- إلــى أولادِهِ يَومــاً تَــذكَّــرَ صُـورتــي فَبـــــــــكاني
* * * *
وَعلى الجِـــدارِ الــصُّلبِ نافـذةٌ بها معنــى الــحـياةِ غـليظةُ القُضْبـــــــانِ
قَدْ طـالــَما شــارَفْـتُـها مُتـَأَمِّــلاً في الثَّائريـنَ على الأسـى الــيَقْـــــــــظانِ
فَأَرَى وُجـوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً ما في قُلــوبِ النَّــاسِ مِـــنْ غَلَـــــــــيانِ
نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو كَتموا وكانَ المَـوْتُ في إِعْــــــلانــي
وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي بِالثَّــــوْرَةِ الـــحَـــــــمْقاءِ قَـدْ أَغْراني؟
أَوَ لـــَمْ يَــكُنْ خَيـْراً لِنفسي أَنْ أُرَى مثلَ الجُمـوعِ أَســـيرُ فـــي إِذْعـــانِ؟
ما ضَــرَّني لَوْ قَدْ سَـكـَتُّ وَكُلَّما غَلَبَ الأســى بالـَغْتُ فــــــــــي الكِتْمانِ؟
هـذا دَمِي سَيَـسِيلُ يَجْـرِي مُــطْفِئاً مــا ثــارَ فـي جَنْبَـيَّ مِــنْ نِيــــــــرانِ
وَفــؤاديَ الـمَوَّارُ فـي نَـــبَضاتِـهِ سَيَـكُــفُّ فــي غَــدِهِ عَـنِ الْخَفَقــــــــانِ
وَالظُّلْــمُ باقٍ لَــنْ يُحَــطِّمَ قـَيْدَهُ مَوْتـي وَلَــنْ يُـودِي بِـهِ قُــرْبـــــــــــاني
وَيَـسيرُ رَكْـبُ الْبَغْـيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ شاةٌ إِذا اْجْـــتُـثّـَتْ مِـنَ القِـطْـــــــعانِ
هذا حَديـثُ النَّفْـسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ بَشَرِيَّـتـي وَتَمُــورُ بَعْــدَ ثَــــــــــوانِ
وتقُـولُ لـي إنَّ الـحَـياةَ لِـغـايَـةٍ أَسْــمَــى مِنَ التّـَصْــفـيقِ ِللطُّغْــــــيانِ
أَنْفاسُكَ الحَــرَّى وَإِنْ هِـيَ أُخمِـدَتْ سَتَـظَـــلُّ تَعْــمُــرُ أُفـْقَـهُـــــمْ بِدُخــانِ
وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ قَسَـماتُ صُــبْـحٍ يَتَّقِيــهِ الــْجـــــاني
دَمْــعُ السَّـجـينِ هُـناكَ في أَغْلالِهِ وَدَمُ الشَّـــهـيــدِ هُنَــا سَيَــلْتـَقـِـــيـــانِ
حَتَّى إِذا ما أُفْعِـمَتْ بِـهـِمـا الرُّبـا لـم يَـــبْـــقَ غَيْـرُ تَمَرُّدِ الـفَيَــــــضــانِ
ومَـنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا بَــعْــدَ الــْهُـــدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّــــــــانِ
إِنَّ اْحْتِدامَ الـنَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى أَمْرٌ يُثيرُ حَـــفِيــظَـــةَ الْبـــُرْكــــــــانِ
وتتابُـعُ القَـطَراتِ يَـنْزِلُ بَعْدَهُ سَيْـــلٌ يَليــهِ تَــدَفُّــقُ الطُّــوفــــــــــــــانِ
فَيَمُـوجُ يقـتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً أقْــوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّــلْــطــــــــانِ
* * * *
أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي أَمْ سَــوْفَ يَــعْــرُوها دُجَــى النِّسْيانِ؟
أمْ أنَّنـي سَـأَكـونُ في تارِيخِنا مُتــآمِـــراً أَمْ هَـــــادِمَ الأَوْثـــــــــــــــانِ؟
كُلُّ الَّذي أَدْرِيـهِ أَنَّ تَـجَـرُّعـي كَـــأْسَ الْمَــذَلّــَةِ لَيْـــسَ في إِمْكـــــــاني
لَوْ لَـمْ أَكُـنْ في ثـَوْرَتي مُتَطَلِّبـاً غَـــيْــرَ الضِّياءِ لأُمَّـــتي لَــكَــفـــــاني
أَهْوَى الْـحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا إِرْهـــابَ لا اْسْتِـــخْــفافَ بِالإنْســـــــانِ
فَإذا سَقَـطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي يَغْــلي دَمُ الأَحْــرارِ فــي شِــريــاني
* * * *
أَبَتاهُ إِنْ طَـلَعَ الصَّبـاحُ عَلَى الدُّنى وَأَضــاءَ نُــورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَــكــانِ
وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَـيْنَ غُصُونِهِ يَوْماً جَديــداً مُــشْـــرِقَ الأَلْــــــــوانِ
وَسَمِـعْـتَ أَنْـغـامَ الـتَّـفـاؤلِ ثـرَّةً تَــجْــري عَـلــَى فَــمِ بـــائِعِ الأَلبــــانِ
وَأتـى يَـدُقُّ- كـمـا تَـعَـوَّدَ- بـابـَنــا سَــيَـدُقُّ بابَ السِّـجْــنِ جَـــــــلاَّدانِ
وَأَكُـونُ بَـعْـدَ هُـنَـيْهَةٍ مُتَأَرْجِـحَاً في الْحَبْلِ مَـشْــدُوداً إِلـــى العِــيــــدانِ
لِيَكُـنْ عَـزاؤكَ أَنَّ هَـذا الْـحَـبْـلَ ما صَنَــعَتــْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَـــــدانِ
نَسَجُوهُ في بَلَـدٍ يَـشُـعُّ حَـضَـارَةً وَتُضــاءُ مِــنْــهُ مَشــاعِـــلُ الْعِرفــانِ
أَوْ هَـكـذا زَعَـمُـوا! وَجِيءَ بِهِ إلى بَلَدي الْجَريــحِ عَــلَـى يَــدِ الأَعْــوانِ
أَنا لا أُرِيـدُكَ أَنْ تَـعيـشَ مُـحَـطَّماً فــي زَحْمَـــــــةِ الآلامِ وَالأَشْـــجــانِ
إِنَّ ابْنَـكَ المَــصْـفُودَ في أَغْــلالِـهِ قَــدْ سِــيقَ نَـحْوَ الــْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ
فَـاذْكُــرْ حِكـاياتٍ بِـأَيَّـامِ الـصِّبا قَدْ قُلْـتَـها لي عَـنْ هَـــوى الأوْطـــــانِ
* * * *
وَإذا سَـمْـعْتَ نحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى تَبْــــكـي شَــباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ
وتُكَـتِّمُ الـحَـسـراتِ في أَعْـماقِها أَلَـمَــاً تُــــوارِيـــهِ عَـــنِ الــجِــيــرانِ
فَاطـــبْ إِلـيهـا الصَّـفْـحَ عَنِّي إِنَّنـي لا أَبْـــغي مِــنَها سِــوى الــغُفـْرانِ
مازَالَ في سَمْعــي رَنـيـنُ حَديثِها وَمـقـالِـــهــا فــي رَحْــمَـــةٍ وَحنــانِ
أَبُنَــيَّ: إنِّـي قـد غَــدَوْتُ عـلـيلةً لم يـــبـقَ لــي جَــلَــدٌ عَلــى الأَحْـزانِ
فَـأَذِقْ فُـؤادِيَ فـرْحَةً بِالـْبَحْثِ عَنْ بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْـكَ مِــنْ عِـصْــيـاني 
كـانَـتْ لــهـا أُمْـنِـيَـةً رَيَّــانَـةً يا حُـسْـــنَ آمــــالٍ لـــــَهــــا وَأَمــــانـــي
غزلـَت خيوط السعد مخضلا ولم يكــن إنـــتـقاض الـغـزل في الحسبان
وَالآنَ لا أَدْري بِــأَيِّ جَــوانِـحٍ سَــتَــبـيــتُ بَــعْــدي أَمْ بِــــــأَيِّ جِــنــانِ
* * * *
هــذا الـذي سَـطَرْتُـهُ لـكَ يا أبــي بَـــــعْــضُ الـــذي يَـــجْـري بِفِكْرٍ عانِ
لكنْ إذا انْتَـصَرَ الضِّيـاءُ وَمُـزِّقَتْ بَيَدِ الْجُــموعِ شَـــريـــعـةُ القُـــرْصــانِ
فَلـَسَـوْفَ يَـذْكُـرُني وَيُكْـبِـرُ هِمَّتي مَـنْ كــانَ فــي بَلـَدي حَـلــيـفَ هَــوانِ
وَإلــى لِــقــــــاءٍ تَــحْـتَ ظِــــــــلِّ عَدالَـــــــةٍ قُـــدْســــِيَّـةِ الأَحْـكـــــــــامِ

jueves, 21 de junio de 2012


بوظي يالعبة.......!!!
ذكرتنى جملة "فيها لاخفيها" من أغنية أبريق الشاى لسيد الملاح بأيام زمان، وطقوس ألعاب الطفولة. حينما كان يلعب الأولاد فى الشارع بالبِلْى والألعاب الطفولية، وكان هناك نوعان من التعاقد على اللعب. أولهما التعاقد السلمى, ويعنى أنه ليس هناك غالب ولا مغلوب. فإذا كسب واحد وخسر الآخر، يقوم الرابح فى نهاية اللعبة برد قيمة ماربح من خصمه إليه من جديد. ويكتفي الطرفان بمجرد التمتع باللعب. وهذا النوع من اللعب عادة يكون بين الأطفال دون سن العاشرة. أو بمعنى آخر الذين تتحكم أمهاتهم فى مراقبة عدد البِلْى الذى كان فى أيديهم وتضعهم تحت الوصاية فلا يحل لهم أن يتصرفوا تمام التصرف فى ألعابهم. لأن ملكيتهم لها لا تتجاوز حق الانتفاع. وتسمى عقود هذه الفئة (الضحك) لأنها تقبل إعادة التفاوض، والتوقف فى منتصف اللعب، والغضب والانسحاب، وهو مايسمى بـ(العِياط).
أما طبيعة التعاقد الثانى فكان يُبْرَمُ بين الأطفال الذين تجاوزوا العاشرة، أو المتمردين على استبداد أسرهم ممن لم يتجاوزوها. وكان العقد يشمل عدة بنود كلها تشير إلى أن أطراف التعاقد قد بلغوا سن الرشد، ولهم هويتهم الخاصة التى لا يجوز معها أن يرجع الخاسر بصحبة أمه لتسترد له ماخسر أثناء اللعب، بحجة أن صاحبه قد استولى على بليه، أو ماإلى ذلك من سبل الرجوع فى الكلام. هذا العقد يسمى بعقد (الجد) وهو نقيض عقد (الضحك)، ويقضى بأن يلتزم أطراف التعاقد بالبنود الثابتة المتعارف عليها سلفا، والتى لا يختلف عليها اثنان من بنى سنهم وثقافتهم، وقد يضيفون إلي هذه البنود بنودا أخرى تعجيزية تميز المهرة عن مجرد الهواة. وفى هذه الحالة يستدعون شخصا منهم يحظى بالاحترام والتوقير، وعدم الانحياز، ليحكم بينهم.
فى بعض الأحيان النادرة جدا، كان بعض الأطراف فى النوع الثانى من التعاقدات يحزنون جدا للخسارة. بعضهم لعدم قبوله بمبدإ الخسارة، وبعضهم خوفا من رقابة أسرته التى طالت معه عن مدتها الافتراضية. وكان هذا الشخص حين يرجع فى كلامه ويحاول إيقاف اللعب عند شعوره بصرامة القوانين وعدم إمكانية الطعن -وصحصحة الحكم- فإنه يحاول الانسحاب فى وسط اللعب، أو عمل أى شئ يحول دون إتمام خسارته. فيشكو وعر الأرض التى يلعبون عليها، أو تعرق يديه، أو أنه قد أفطر على مكرونة بالشطة، مما تسبب فى زغللة عينيه، فلم يستطع التنشين، وأحيانا يطعن فى ذمة الحكم، ويدعى أنه حليف خصمه لأنه معه فى الفصل، أو لأنه عزمه مرة على ترمس. هذه الحالة من الاحتجاج لمحاولة تشويه الصورة وإنهاء اللعب دون خسارته، تسمى بـ(العِياط) الشخص الذى (يعيط) يتم التعليم عليه. وتصبح سمعته أنه (بيعيط) فلا يلعب معه أى شخص من فريق الرجال الذين يتعاقدون على (الجد) ولا يقبلون العياط.، ولذلك فإنه كان إذا حاول اللعب معهم وقالوا له (لا ياعم انت بتعيط) تأخذه العنجهية ويصيح فيهم (فيها لاخفيها)، فإن لم يأبهوا بتهديده، ارتمى على الأرض وتمرغ، وطفق يصيح (ماليش دعوة ........ بوظى يالعبة!!!!!!!!!!!!!)
بعض الأهالى كانوا يعترضون على بكاء الأطفال، ويقولون إنهم لابد أن يتعلموا أن الحياة مكسب وخسارة، حتى يصيروا رجالا. لهم فى ذلك رؤية. 
فهل وضحت الرؤية!!!!!!!!!!!!! 

domingo, 17 de junio de 2012

حوار مع صديقى المؤمن...


سألنى صديقى: أشعر بالضجر والضيق من سوء القضاء، ولا أجد فى نفسى رضا عن تصعيد الابتلاء مع علو درجة الإيمان. لماذا يُبتلى المرءُ فيما يحب. ولماذا ولماذا، وغيرها كثير بشأن سوء القضاء والابتلاء. 

شعرت بالحزن لهذا الكلام. 

وسألته: أتؤمن بالله؟ 

قال: نعم 

قلت: أتؤمن بالغيب؟ 

قال: نعم 

قلت: أتؤمن أن الله تعالى قال "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه" إنه لم يقل خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نرفهه فى الدنيا. والنبى صلى الله عليه وسلم قال "الدنيا دار ابتلاء" 

قال: لو خيرنى ربى فى هذا الابتلاء ماقبلته

فقلت: هل لديك شك فى أنه لا أحد أصدق من الله. 

قال: لا 

قلت: فما قولك فى قول الله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" 

قال: لست أذكر هذا العهد. 

سألته: هل مضيت عقدا من قبل؟ 

قال: نعم، عقد إيجار شقتى وعقد التليفون المنزلى وعقد الهاتف المحمول وغير ذلك.

فقلت: هل تذكر بنود أى من هذه العقود الآن؟ 

قال: بالطبع لا، أو على الأقل ليس كلها. 

قلت: هل تحتفظ بنسخة من العقد؟

قال: نعم

قلت وماهو الوقت المناسب لمراجعة بنود هذا العقد التى وقعت عليها ونسيتها. 

سكت مليا ثم قال: يوم أن أترك الشقة مثلا ويحاسبنى صاحبها فيما له وما عليه. 

قلت له: كذلك، عهد اختيارك المأخوذ عليك من الله وقد مضى عليه دهور، ستذكره يوم حسابك، لأن "الله لايظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون"

قال: ولكن القرآن يحدثنى عن هذا العهد، وكان يجب أن أذكره. 

فقلت له: مادام قد حدثك عنه القرآن الذى تؤمن أنه كلام الله، فلا بد أن تصدق، لأن الله قال "ومن أصدق من الله قيلا" وقال فى القرآن أنه "هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب" فلو أنك لا تؤمن بالغيب، فهذه قضية أخرى تستوجب الكلام فى الثوابت ماقبل الإيمان بالقضاء. 

فقال: لا، الحمد لله، أنا مؤمن بالله ومؤمن بالغيب، ولكنى أقنط من الابتلاء. وكنت أود لو أجد منه مهربا. 

فقلت له: قال الله تعالى "نحن خلقناهم وشددنا أسرهم، وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا" أى لا مهرب من منه إلا إليه، وهذا يثبت قيوميته على خلقه. وإذا لم يعجبك قضاؤه، فافعل ماشئت، واعلم أن ألله لاتضره معصية العاصى، ولا تنفعه طاعة المطيع، فهو القائل فى الحديث القدسى "... إنكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى" وهو القائل "وإن تتولوا، يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم" أتظنه سيخسر شيئا إن أهلكك وقضى بأمرك إلى النار، ثم استبدلك بمن هو أفضل منك؟ فمن الخاسر إذن؟ 

فقال: ولكن الابتلاء شديد

فقلت: لأن سلعة الله غالية، فقد قال صلى الله عليه وسلم "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هى الجنة" ثم قال تعالى فيها "نعيم مقيم" وليست ظلا زائلا. 

فقال: ولكنى أقنط حين أرى العصاة والكفار فى نعيم وغنى ورغد من العيش.

فقلت: إنه لولا أن الله حسب لإيمانك حسابا لأعطاهم أكثر من ذلك فى الدنيا فقد قال "ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سُقُفا من فضة ومعارج عليها يظهرون" ليس ذلك فقط بل قال "وزخرفا" ثم عقب على كل ذلك قائلا "وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا" ثم أظهر حقيقة القضية والإنصاف فيها فقال "والآخرة عند ربك للمتقين" وهؤلاء المتقين قال فيهم فى البداية "الذين يؤمنون بالغيب" 

سكت صاحبى قليلا ثم قال، ليت نفسى تطمئن. 

فقلت له: ألا يطمئن قلبك إن علمت أن الله تعالى قال: "أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون" وهو القائل "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم" وهو القائل "أفحسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين". إنه الامتحان ياصديقى، ولا بد أن يسير وفق منهج من سيمنح الدرجة، وتدرج هذا الامتحان فى الصعوبة أمر منطقى، فعندما يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "أشد الناس بلاءا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" فليس ابتلاء العوام، كابتلاء الأخيار، كما أن امتحان الثانوية العامة ليس كالابتدائية، وكلاهما ليس كامتحان الدبلومات المتخصصة، وليس أيهم بأشد من امتحانات السلك الدبلوماسى مثلا. هذا التدرج فى الابتلاء يناسب التدرج فى الجزاء.

فإن لم تطمئن نفسك بهذا فأنكر عليها، كيف تقنط من قضائه وتسأله من عطائه، كيف تثور على ابتلائه وترغب جنته وتطلب من نعمائه، وكيف ترفض قضاءه وأنت تعيش من رزقه وتقوم وتقعد بعنايته. كيف تقنط من حكمه وهو القائل "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" وكيف تحاسبه على قضائه فيك وهو الذى "لا يُسأل عما يفعل"؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! 

فابتسم صديقى واستغفر ربه، وخر راكعا وأناب.
1

sábado, 16 de junio de 2012

مصر تتمخض!!!!!!!!

فترة الحمل فى البشر تسعة أشهر، وحملت مصر رئيسها سنة ونصف، وهاهى الآن تتمخض...... فترى............ هل ستنجب مصر رجلا؟ أم سيكون المولود غير ذلك؟ الناس ترقب مصر. إنها ظلت تنجب فى الخفاء دهرا.... فهل آن الأوان لتنجب مصر ............ راً
أرجو لمصر ولادة بلا ألم، ورضاعا بلا سقم، ونفاسا بلا حمى. ومولودا بارا بأمه. وأرجوا الا تكون خلفة مصر عار فتصبح فضيحتنا بجلاجل بين الأمم!!!!!!!!!!!!!!!!

domingo, 3 de junio de 2012

بالله عليكم... دعوا مصر تنكح زوجا غيره!!!!


درجنا على رؤية صورة مصر مجسدة فى التماثيل أو الرسومات على شكل امرأة فلاحة ترتدى ثوبا ريفيا وعليها سمات العزة. ولكنها دوما يافعة لم نر طفولتها ولم تر طفولتها الأمم. ولذا فهى موصوفة بأم الدنيا، لأنه مامن أمة إلا رضعت واستقت من حضارة مصر. ومن الغريب أن تعيش مصر آلاف السنين ولم يقدر على مهرها رجل مهما كانت مكانته، منذ مات زوجها الفرعون، وهى تنتقل من وصاية إلى وصاية. حتى انتهى بها المطاف إلى وصاية والٍ ثم خديوٍ ثم سلطانٍ ثم ملك. فجاء عسكرى ميت القلب فأسقط الوصاية، ثم عقد عليها وتزوجها، ولم يأبه برأيها فيه. فأحسن وأساء، فطلقته. ثم عاد فنكحها العسكرى، فأحسن وأساء، فطلقته. ثم عاد فنكحها، فأحسن وأساء عن عمد، وكان أحرص من ذى قبل وأشد حذرا، فأرهبها مااستطاع، حتى إذا ظن أنه كسر أنفها، وأذلها، وأخضعها، وضمن أن حاجتها وعوزتها التى خلقهما فيها ستجعلها تركع تحت قدميه. ولكن هيهات، إنها مصر. خالف رد فعلها كل الظنون، فى هذه المرة خلعته على مسمع ومرأى من أهل الأرض كلهم جميعا. شعرت بالمهانة من أن تورث مصر من أب لابن، فردت المهانة بالخُلع.
المأذون يقسم أن الآية تقول "فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره" يعنى إن طلقها للمرة الثالثة فلا يحل له أن يتزوجها حتى تنكح زوجا غيره. لعلها تجد مع الزوج الجديد ما يعوضها عن خيبة أملها مع طليقها الذى طُلقت منه ثلاثا. فإن لم تجد الراحة فى كنف الزوج الجديد، فلتطلق منه وترجع لزوجها العسكرى إن شاءت، وهو مالايظنه الجميع. فبالله عليكم... لا تجبروا مصر على العسكرى، ودعوها تنكح زوجا غيره!!!

domingo, 27 de mayo de 2012

فنان


أعجبتنى اللوحة التى يرسمها، فطفقت أتابع كلما يضيف إليها، وأرقب كل ثنية وكل بعد وكل نقطة وكل تدرج فى الألوان التى لم تكن تتدرج إلا فى الجزء الأسفل من اللوحة، بينما فى الجزء الأعلى والأكثر ظهورا، يبدو جزء كبير منها كما لو كان متسقا، لأن الألوان فيه لم تكن تختلف لتتمايز، فلم يكن هناك مثلا أبيض وأسود، اختزلهما إلى اللون الرمادى، وكذلك الوسط بين الأبيض والأصفر كان يظهر فى الأماكن التى تحتاج فيها لأحد اللونين واضحا شديد الوضوح، ولكنه فيما يبدو قد تعمد هذا، فالفنان الماهر لا تفوته مثل هذه الأصول، ثم إنه أصلا رسام، وأدواته هى الألوان، وهو بالفعل يجيد تنسيقها واللعب بها، فاجأنا بدندنته بأبيات شعر لصلاح جاهين تبينت منها:
اقلع غماك ياتور وارفض تلف
واكسر تروس الساقية واشتم وتف
قال بس خطوة كمان وخطوة كمان
يااوصل نهاية السكة يالبير تجف
ثم استدار إلى وعلق قائلا:
- كان صلاح جاهين يحث الشعب المصرى على الثورة، وها قد جاءت الثورة بعد أن انتظر الثور قرابة الثلاثين عاما حتى يصل نهاية الطريق، أو أن تجف البئر، قامت الثورة حين اكتشف الثور أن البئر التى شاخت وكادت بالفعل تجف، بعد أن أفنى زهرة عمره ينتظر جفافها، وشعر بالأرض تحت قدميه تشتكى كثرة "لفه" فانتظر استغاثتها التى ستنبئ ببداية خلع الغما، ولكنه وجد أن البئر قد حفر غيرها، وأن الطريق حولها قد تم تمهيدها بما لا يحتمل أى أمل فى خلع الغما أو التوقف عن اللف، فقرر أن يخلع "غماه" بنفسه، فكانت الثورة، ولكن ماذا بعد أن قامت الثورة؟
رد أحد أصدقائنا المغرمين بكرة القدم، صديق يبدو للوهلة الأولى غريبا فى تبريره لميوله، فهو يقول إنه يحب كل مايقترب من الأرض وبخاصة إذا اقترن بالقدم، قال:
- قامت الثورة، وتم إخلاء أرض الملعب تدريجيا، وقام البعض بكنس الملعب، وبدأت المباراة الجديدة التى لاتنفصل عن دورى المباراة الأولى التى كان يلعبها شخص واحد مع أقرانه بدون فريق منافس، وبدون حراس مرمى. لم تكن مباراة معتادة للمشاهدين، ولا تخضع حتى لقوانين الكرة، فقد بدت منذ البداية كأنها العبث أو فترة التسلية بين شوطين، فقد نزل الإخوان والسلفيون والليبراليون أرض الملعب، وحمى الوطيس، وحقق الإخوان عدة أهداف بانفرادات، ثم فجأة قطع الكرة الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل وعلا الهتاف والتهليل، وتقدم الشيخ حازم، وظل يتقدم ويتقدم، ولكن فجأة علا صوت من بين لجنة التحكيم، أن الشيخ حازم أصلا لم يكن يصلح أن ينزل أرض الملعب، وقالوا بالبلدى "بوظى يالعبة" وحازم يحلف والمشجعون يصرخون،و دون أى توقع ظهر الفلول بشكل يبدو غير نظامى وهاهى لجنة التحكيم التى كانت تبدى تعاطفا مع الإخوان صارت "تطرقع للجميع" و "تطبطب على الفلول" كالرضيع الذى بعد أن هده البكاء استطاع العثور على ثدى أمه بين كومة كبيرة من ألعابه.
- الصورة غير مكتملة أيها الرسام، ألاحظ أنك فى أولها رسمت شعاع ضوء يريد أن يخرج من مصباحه، وبعد ثلاثين سنة خرج على أيدى من أظنهم الثوريين. وقد كانوا أثناء المباراة مجرد مشجعين، وفجأة ظلت أصواتهم تخفت وتخفت حتى اختفت
- ألا ترى هذا الذى يمسكه الفلول فى أيديهم؟
- بالفعل أراه، ولكن لا أدرى ماهو؟
- إنه نفس الغما الذى كان على عينى الثور منذ ثلاثين سنة!!!
- ولكن كيف استطاع أن يضعه على أعين كل المشاهدين؟
- لم يكن معلق المباراة يقول الحقيقة، ولكنه كان يخلط الأمور حتى سحر أعين الناس
-لم تجبنى أيها الرسام، أين الثوريون؟
فناولنى الرسام ساعتها مذكرة قديمة كنت دونت فيها بخط يدى تحليلا لمدى الاتساق الفنى بين ألحان وكلمات أغنية رسالة من تحت الماء لعبد الحليم حافظ وقد أشار بأصبعه إلى الفقرة التى كنت أقول فيها (استطاع الملحن أن يسمعنا صوت الهواء الجميل على الشاطئ مع صوت عبث الأمواج بحصى الشاطئ، ثم بالتدريج خطى البطل تجاه البحر، والتى بدأ يظهر فيها من خلال الأصوات ارتطام الموج بخطى البطل وتعمقه فى الماء حتى وصل إلى دوامات كان كلما يقترب منها يعلو صوت البحر ويخفت صوت الهواء حتى انعدم صوت الهواء تماما، وتبدلت قمة سعادة البطل التى كانت تتمثل فى تلك الألحان اللولبية التى تزغزغ المشاعر، إلى قلق وخوف جسدته الأصوات الحلزونية التى عبرت عن تلك الدوامات التى تسحبه نحو الأعماق، وإذا به يحاول التنفس فلا يجد الهواء، ويجد نفسه يغرق فى قاع البحر، ثم يفصح لنا عبد الحليم عن حقيقة القصة حين يقول: "إن كنت حبيبى أنقذنى من هذا اليم") وفوجئت بالرسام يسألنى أين ذهب صوت الهواء؟


بينما كان يتحدث إلى، كانت يداه تضرب بالأسود على أعلى الصورة، لم أنتبه لحركة يديه ويبدو أنه هو الآخر كان كذلك، ولكنى خرجت من التركيز فى البحث عن الهواء أو عن الثوار، صرخت فيه ليتوقف لأنه أفسد اللوحة تماما -من وجهة نظرى- لقد صبغ سماءها بالأسود، وسماء مصر دائما صافية يُضرب بزرقتها المثل. ابتسم الفنان، وألقى بالألوان على الطاولة، ثم رفع اللوحة، ووضعها تحت لوحة أخرى يجسد فيها عدة أشخاص على منضدة يتبادلون الحديث بينما يتلذذون بما لذ وطاب من الفاكهة.
تعجبت للتناقض بين اللوحتين. فقال لا تعجب، إنه النصف الآخر من اللوحة.
1

نتيجة الانتحابات فى المرحلة الأولى.

                           
   بعد أن انتخبت، حقا انتحبت، وظللت أنتحب وأنتحب لما رأيت فى المنام:
 حلمت قال خير اللهم اجعله خير، شفشق راكب كارتة وبيتمشى ع الكورنيش، جايبها من صعيدها لبحرها، بس الكارتة اللى هو راكبها غريبة جدا، بيجرها خمسة وتمانين مليون حمار، وشفشق مطلع لسانه وبيكايدهم، وماسك فى إيده جزمة، وبيقول اللى هاتطلع الجزمة دى مقاسه، يتشاهد على نفسه وعلى مليون حمار من اللى حواليه. ورا الكارتة ماشيين جماعة حافيين، منهم ناس بدقون وناس من غير دقون، عمالين يعيطوا ويصرخوا، وشفيق يقول لهم "هى خطبتنى" يقولولوا "والله غصبن عنها" يقول لهم "أبدا، دا أبوها موافق" يعيطوا ويعيطوا... ووراهم واحد راكب جرار، قال يعنى جرار زراعى، لما طلع النهار لقيوه دبابة، وعليها عسكر مهرة. والناحية التانية ع الكورنيش جماعة سابقين الموكب بمسافة، بيكنسوا الأرض وبيشيلوا الحجارة عشان الحمير ماتعفرش على سيدهم وهم ماشيين، صحيت من النوم لما ماستحملتش أشوف النيل بيبكى وينتحب من غير دموع، لأنهم حبسوا دموعه ورا السد من سنيييييييييييييين!!!!!!!!!!!! 

استفتاح


                                            كتبت وقد أيقنت يوم كتابتـــــى           بأن يدى تفنى ويبقى كتابهـــا
                                            فإن كتبت خيرا ستجزى بمثله          وإن كتبت شرا عليها حسابها