بوظي يالعبة.......!!!
ذكرتنى جملة "فيها لاخفيها" من أغنية أبريق الشاى لسيد الملاح بأيام زمان، وطقوس ألعاب الطفولة. حينما كان يلعب الأولاد فى الشارع بالبِلْى والألعاب
الطفولية، وكان هناك نوعان من التعاقد على اللعب. أولهما التعاقد السلمى, ويعنى أنه
ليس هناك غالب ولا مغلوب. فإذا كسب واحد وخسر الآخر، يقوم الرابح فى نهاية اللعبة
برد قيمة ماربح من خصمه إليه من جديد. ويكتفي الطرفان بمجرد التمتع باللعب. وهذا
النوع من اللعب عادة يكون بين الأطفال دون سن العاشرة. أو بمعنى آخر الذين تتحكم
أمهاتهم فى مراقبة عدد البِلْى الذى كان فى أيديهم وتضعهم تحت الوصاية فلا يحل لهم
أن يتصرفوا تمام التصرف فى ألعابهم. لأن ملكيتهم لها لا تتجاوز حق الانتفاع. وتسمى
عقود هذه الفئة (الضحك) لأنها تقبل إعادة التفاوض، والتوقف فى منتصف اللعب، والغضب
والانسحاب، وهو مايسمى بـ(العِياط).
أما طبيعة التعاقد الثانى فكان يُبْرَمُ بين الأطفال
الذين تجاوزوا العاشرة، أو المتمردين على استبداد أسرهم ممن لم يتجاوزوها. وكان
العقد يشمل عدة بنود كلها تشير إلى أن أطراف التعاقد قد بلغوا سن الرشد، ولهم
هويتهم الخاصة التى لا يجوز معها أن يرجع الخاسر بصحبة أمه لتسترد له ماخسر أثناء
اللعب، بحجة أن صاحبه قد استولى على بليه، أو ماإلى ذلك من سبل الرجوع فى الكلام.
هذا العقد يسمى بعقد (الجد) وهو نقيض عقد (الضحك)، ويقضى بأن يلتزم أطراف التعاقد
بالبنود الثابتة المتعارف عليها سلفا، والتى لا يختلف عليها اثنان من بنى سنهم
وثقافتهم، وقد يضيفون إلي هذه البنود بنودا أخرى تعجيزية تميز المهرة عن مجرد
الهواة. وفى هذه الحالة يستدعون شخصا منهم يحظى بالاحترام والتوقير، وعدم
الانحياز، ليحكم بينهم.
فى بعض الأحيان النادرة جدا، كان بعض الأطراف فى النوع
الثانى من التعاقدات يحزنون جدا للخسارة. بعضهم لعدم قبوله بمبدإ الخسارة، وبعضهم
خوفا من رقابة أسرته التى طالت معه عن مدتها الافتراضية. وكان هذا الشخص حين يرجع فى كلامه
ويحاول إيقاف اللعب عند شعوره بصرامة القوانين وعدم إمكانية الطعن -وصحصحة الحكم- فإنه
يحاول الانسحاب فى وسط اللعب، أو عمل أى شئ يحول دون إتمام خسارته. فيشكو وعر
الأرض التى يلعبون عليها، أو تعرق يديه، أو أنه قد أفطر على مكرونة بالشطة، مما تسبب
فى زغللة عينيه، فلم يستطع التنشين، وأحيانا يطعن فى ذمة الحكم، ويدعى أنه حليف
خصمه لأنه معه فى الفصل، أو لأنه عزمه مرة على ترمس. هذه الحالة من الاحتجاج لمحاولة تشويه الصورة وإنهاء اللعب دون خسارته، تسمى
بـ(العِياط) الشخص الذى (يعيط) يتم التعليم عليه. وتصبح سمعته أنه (بيعيط) فلا
يلعب معه أى شخص من فريق الرجال الذين يتعاقدون على (الجد) ولا يقبلون العياط.، ولذلك فإنه كان إذا حاول اللعب معهم وقالوا له (لا ياعم انت بتعيط) تأخذه العنجهية ويصيح فيهم (فيها لاخفيها)، فإن لم يأبهوا بتهديده، ارتمى على الأرض وتمرغ، وطفق يصيح (ماليش دعوة ........ بوظى يالعبة!!!!!!!!!!!!!)
بعض الأهالى كانوا يعترضون على بكاء الأطفال، ويقولون إنهم لابد أن يتعلموا أن الحياة مكسب وخسارة، حتى يصيروا رجالا. لهم فى ذلك رؤية.
فهل وضحت الرؤية!!!!!!!!!!!!!
بعض الأهالى كانوا يعترضون على بكاء الأطفال، ويقولون إنهم لابد أن يتعلموا أن الحياة مكسب وخسارة، حتى يصيروا رجالا. لهم فى ذلك رؤية.
فهل وضحت الرؤية!!!!!!!!!!!!!