إلى متى ستظل هناك غامضا لا تُدرَكُ بمادة أنت تهدمها؟
رأيت الجميع هناك كما رآهم خوان بارامو... يتحدث بعضهم إلى بعض... تحيط بهم رائحة الصنان... يسمعون صوت الطاحونة تدور... لا شئ يكسر الملل... ولا ملل من الملل...
رأيتهم مستلقين على ظهورهم وأنا بينهم لا أراهم ولا يروننى... كلنا يدرك أن الآخر هناك... يعرفه، هو بالضبط كما كان...
تكاد الرطوبة ودرجة الحرارة التى تزداد كلما انحدرنا لأسفل تذيب الأبدان.... لا أستطيع التنفس ولا يستطيعون... لا حاجة بك فى كومالا إلى التنفس...
إيدوفيخيس لا تزال ترعى القبور... خوان بارامو نام هنا لِلَيْلةٍ... سقط بيدرو بارامو ككومة من الحجارة...
لو كانت الدنيا مسرحا كبيرا كما قال كالديرون دى لا باركا... فهل حقا تلتقى حواراتنا الداخلية مع النفس وإيحاءات المؤلف كما ورد فى رواية ضباب لميجيل دى أونامونو؟
كيف لى أن أكون أنا... وأن أكون الآخر فى ذات الوقت؟!
وهل هناك تعبير أوجز (عنه) من تعبير طرفة بن العبد حين قال فى معلقته (لَعَمْرُك إن الموت ما أخطأ الفتى... لكالطول المُرَخَّى وثِنْيَاهُ باليدِ)....
أيها الموتى الذين لم ينزلوا قبورهم بعد... هل بينكم من يصف لنا كيف وجد الموت؟
أظننى سأعيش أخشى الموت... وأتمنى لو يموت الموت قبل أن يدركنى... ولكن لو حدث هذا.... فسوف
يأتى يوم وأتمنى الموت.... ربما لأنى سأكون يومها على يقين من أنه النافذة الضيقة التى ستحرر روحى من سجن جسدها... إلى سعة ملكوت ربها (ابن عربى) وربما يكون هو الفضول.... أيصِحُّ أن يموت الموتُ دون أن أتجرع منه كأسى؟! أيفوتنى أن أذوق الموت؟!
ولكن يبقى سؤال مُلِحٌّ،... ماهو الموت؟
آهٍ لو أقرأ يوما أنه....
أو أننا قد استيقظنا من الحلم دون معاناة!!!

No hay comentarios:
Publicar un comentario