domingo, 20 de octubre de 2013
sábado, 19 de octubre de 2013
كلنا كتب... وكل كتبنا... بعض منا!!!
عندما أقرأ عنوان كتاب، دائما أهتم بمعرفة المؤلف، لأنه مفتاح العلاقة عندى بين العنوان والنص. فمن المؤلفين من يكتبون عناوين براقة، ويختارون تغليفة بديعة، وتجليدة أنيقة، بالضبط مثل وجبة كنتاكى... الشكل فيها يسيل اللعاب... بينما القيمة الغذائية (تساوى صفر) والضرر من ورائها يتخفى فى ثوب النفع... ولكن دعنا نتخيل الأشخاص كالكتب.. فما الكتاب إلا موقف للمؤلف ووجهة نظر.. ومحطة على طريق حياته. بعض المؤلفين ينتجون الكتاب بعد تمعن وإتقان وجمع وتمحيص وتدقيق... ليكون كالبيضة الذهبية التى تنم عن جهد عظيم -على حد تعبير أستاذى ومشرف رسالتى- وبعضهم يكون كتابه مجرد وجهة نظر... قد يتراجع عنها فيما بعد وقد يتعصب لها تعصبا أعمى... فما ذنب من يتبنى أفكارا قد يرجع عنها من أنتجها وقدمها على مائدة قرائه؟!! والناس كتب كبيرة... قد نتصور عناوينهم أساليبهم وتعبيراتهم وكلامهم... وتجليداتهم تقدمتهم ودور نشرهم... المناسبات التى يتقدمون فيها ويتصدرونها... بعض الناس لا يخالف موضوعه عنوانه... كالكتاب الصريح... للكاتب المباشر القيم... وبعضهم يصدح بكلام رنان... ويحظى بمقدمة وتجليدة فاخرة... ولكنه ضخم الحجم عالى الصوت... خالى الجنان,,, كالطبل الأجوف...، لا زلت أذكر قصة "الطبل الأجوف" التى درسناها فى الصف الثالث الابتدائى، والتى كانت تحكى عن ذئب سمع صوتا هائلا حين طافت الريح بسرعة بين أغصان شجرة عليها طبل كبير... فقرعت الأغصان جنبى الطبل فصدر عنه الصوت المرعب الذى أخذ الذئب على حين غرة... ولكن الذئب انتظر يتأمل بعد أن هدأت الريح... لماذا علا صوت هذا الشئ الضخم.. ولماذا سكت فجأة... ثم ظل يناور الطبل حتى خرقه... فإذا هو على ضخامته... مجرد "طبل أجوف" هكذا بعض الناس... إذا تركتهم يتكلمون... ملأوا الدنيا كلاما... وإن ناظرتهم... سقطت عنهم عباءاتهم.. وتجردوا عريا وربما فروا هاربين... وربما أيضا وقفوا موقف الجهل عنادا ومكابرة مصرين على مايزعمون...
فى حين يظل بعض الناس
ككتاب قديم بين مجموعة من الكتب القديمة المعروضة على الرصيف... فقد جلدته... ولم
تبق عليه صفحة للعنوان... ولا حتى للمقدمة... مؤلفه مجهول... وفهرسه مفقود...
وصفحاته عليها كلام... لا تصل منه إلى ما يقنعك بشرائه أو بتركه... تقف حائرا...
هل تشتريه وتدفع فيه غالى الأثمان... وتنفق عليه بعد المال الجهد والوقت لتطلع على
مافيه... أم تتركه على الرصيف حيث وجدته ولا تلقى له بالا.. فتظل طيلة عمرك تذكره
على أنه الكتاب المغلق الذى لم تطلع على مافيه.... (كم على الرصيف من كتاب تافه...
وكم عليه من كتاب قيم... وكم عليه من شئ قديم...) لقد أصبح الرصيف فى بلدنا عالما
متكاملا.. فيه السبب وصاحب السبوبة.. وسكناه... وعمله وطعامه... ومخلفاته... فضلا
عن المخلفات التى يقتات منها... سواء كانت كتبا... أم طعاما ينتقيه من مخلفات سكان
الطوابق العليا التى لم يحلم يوما بالوقوف فى شرفاتها لينظر إلى العالم (الرصيف)
نظرة من زاوية مختلفة... الرصيف زاخر بالحياة... ورؤسنا أرصفة زاخرة بالكلام...
وصدورنا أرصفة ضائقة بالهموم... وحياتنا أرصفة نمر بها، ونبحث بجوارها على ركنة
لسياراتنا... ومساكننا أرصفة نبيت بها ونركن فيها إلى شئ من السكينة ننشده على
رصيف ألفناه.... كما ألف أهل الرصيف نومتهم وطعمتهم وحياتهم عليه... كم هو فظيع
عالم البشر... وكنت يوما أظن أن عالم الحيوان أفظع... بينما فاق عالم الناطق
الساكت عالم الساكت الأبكم... فياللسكوت من جريمة كبرى... فقد قال الحكيم لتلميذه
"تكلم حتى أراك" وقال صلاح جاهين "اللى ماينطق كلام ياتُقل
همه". وربما كانت استجابة لدعوة العقلاء الناس للكلام أن قام الكثير من أصحاب
الورق بكتابة كلام على ورق... وربما بعضهم شرف الورق بثمين الكلم... وربما بعضهم
أنهك الورق برسالة إلى ذى لب لم تصبه حتى شاب الورق... وفقد جلدته.. وضاع
عنوانه... وطوى النسيان اسم كاتبه... حتى إذا وقعت الرسالة فى يد ذى اللب المعنى
بها... والذى أعياه الاختيار... زهد فيها لجهله عنوانها... وكاتبها... وثقل عليه
بذل الوقت فى البحث عن مضمونها... طوى الورق الكثير قرونا... ولعل من بين الشواهد...
ما حاوله الباحث عن تحويل الحركة الطولية إلى حركة دائرية... وكتب الكثير عما
ستنجزه هذه الفكرة لو نفذت... ثم طوى الورق أفكاره قرونا... حتى إذا تسلمه رجل آخر
فى عصر آخر من واقع آخر فى ظل ظروف أخرى... فأدرك ماكان يرمى إليه مؤلف الكتاب...
فأنجز الفكرة.. فكان اختراع الدراجات البدالة.. ثم القطارات التى تعمل بالفحم ثم
السيارات التى تعتمد على الاحتراق ثم الحافلات ثم الطائرات... ثم المراكب الفضائية...
ذلك يوم أن كان الكاتب
ينقل أو يفكر... أما منذ أن صار ينقل ويخشى أن يفكر... حتى لا يحاربه مجتمعه...
قتل الإبداع... ولم لا نفكر... ألم يفكر علماء العرب فى كروية الأرض.. وهاجمهم
الشعراء والأدباء وهجاهم الهجاؤن، ويزخر التاريخ بمثل هؤلاء، فهذا ابن عبد ربه
يسخر من جديد الأفكار فى أبيات خلدت نظرته "
وقلت إن جميع الخلق في
فلك ... بهم يحيط وفيهم يقسم الأجلا
والأرض كورية حف السماء
بها ... فوقا وتحتا وصارت نقطة مثلا
صيف الجنوب شتاء للشمال
بها ... قد صار بينهما هذا وذا دولا
كما استمر ابن موسى في
غوايته ... فوعر السهل حتى خلته جبلا
أبلغ معاوية المصغي
لقولها ... أني كفرت بما قالا وما فعلا"
إذا كان من حق الإنسان
أن يكفر بشئ من العلم... أفلا يكون من حقنا أن نكفر ببعض الآراء؟... أو ببعض
الأشخاص؟.. أو الأفعال؟... أو الكتب؟ أو الكُتاب؟!! كم فقدنا من الأصدقاء بسبب
خلاف حول موضوع... أو رؤية أو مجرد رأى "ماتعرفوش ان الفلاسفة ياهوه... اللى
يقولوه بيرجعوا يكدبوه؟! عجبى"
Suscribirse a:
Comentarios (Atom)
